الغابات هي الأراضي المشجرة ذات الجمال الطبيعي والتنويع الحيوي وهي في حد ذاتها أحد المصادر الطبيعية المهمة، و الغابات في نظر الإنسان هي مكان للتنزه ومصدر لمواد الإنشاء والبناء. تعتبر الغابات هي أحد المصادر الطبيعية المتجددة إذا ما تمت إدارتها بشكل سليم. لكن قام الإنسان عبر التاريخ بتدمير الغابات من خلال حرقها أو إزالتها للأغراض الزراعية وغيرها والغابة بالنسبة للمغرب ليست مجرد موروث طبيعي يتعين صيانته، بل هي أيضا ثروة ثمينة تساهم بشكل فعال في تلبية العديد من متطلبات الحاضر وكسب رهانات المستقبل حيث يمتد الملك الغابوي المغربي على حوالي 9 ملاين هكتار ويشكل 12% من مساحة التراب الوطني منها الغابات الطبيعية 5.814.000 هكتار أما بالنسبة للحلفاء 3.186.000 هكتار ومحيطات التشجير530.000 هكتار وتتميز الغابات الوطنية بتنوع تشكيلاتها وتعدد وظائفها وروابطها المتوارثة مع الساكنة بالإضافة إلى أنها تلعب أدوارا متعددة مثل تثبيت التربة وتنظيم صبيب المياه خاصة بالمناطق الجبلية و انتاج الخشب وحطب التدفئة و توفير خدمات أخرى (مناظر طبيعية ترفيه للقنص والصيد ) و يجب ألا ننسى ما تقدمه الغابة من أكسجين للكائنات الحية وقد أوضحت الدراسات العلمية أن كيلو متر مربع واحد من الغابة يطلق في اليوم الواحد حوالي عشرة أطنان من الأوكسجين، ويمكن لنا أن نتصور مدى نقاء الهواء الجوي في مناطق الغابات حيث يطلق الكيلومتر المربع الواحد حوالي 3650 طنا من غاز الأكسجين في السنة الواحدة، وبالإضافة إلى ميزة انخفاض درجات الحرارة في محيطها الحيوي، الأمر الذي يعطي لعمل هذه الرئة الرائعة بعدا ثالثا فيزيائيا وحيويا، وهذا البعد يجعل الغابات أكثر فاعلية بيئيا ويجعل ملايين السكان يتجهون إليها صيفا وشتاء لاستنشاق الهواء النقي و البارد العليل وغيرها من الأدوار لكن رغم الكل هذه الأدوار فانها تواجه مجموعة من المشاكل ومن بينها الحرائق التي تجتاح سنويا ما ينهاز 2.800 هكتار بسبب اندلاع 226 حريق. وتسجل هذه الحرائق طول السنة الا أن 80 % منها يحدت بين شهري يونيو وأكتوبر من كل سنة ولهاذا فمهمتنا هي زراعة الأشجار و الغابات وإعادة دورها الكبير من جديد وهذا يتطلب مساندة جميع الجهات الحكومية والأهلية في عمليات الزراعة والعناية بها والمحافظة عليها وحمايتها من الاحتطاب والحرائق وإبعاد المصانع والمباني السكنية من اقتحامها.. وهذا ما يتطلب تعبئة كافة الجهود العامة والخاصة للمشاركة في تنمية " التقنية الخضراء"؛ لأن الأمر واقع في مأزق خطير خاصة بعد فشل مساعي العديد من المؤتمرات التي بحثت في تغير المناخ العالمي ، فالشواهد توحي أن معدل إزالة الغابات يتسارع وسوف تزداد كميات الغازات الضارة مثل أول أكسيد الكربون وأكاسيد النتروجين وثاني أكسيد الكبريت وهذا ما يسبب مشاكل صحية خطيرة للإنسان والبيئة وكافة أشكال الحياة , وسوف تتفاقم ظاهرة الإحتباس الحراري، وما ينتج عنها من قلة الأمطار، وتراجع الموارد المائية، وانحسار الأراضي الزراعية في مناطق وزيادة الفيضانات في مناطق أخرى.
ولا تفوتنا الفرصة دون أن نشكر مصلحة المياه و الغابات بورزازات على دعمها اللامشروط للنادي بالأشجار الغابوية والمتمرة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق