المطرح العمومي وصناعة الموت


 من غرائب مدينة ورزازات السياحية، أنها تستقبل زوارها القادمين إليها من زاكورة وتودع سياحها المتجهين صوب نفس المدينة بمطرح للنفايات عشوائي بات يشكل كابوساعلى كل سكان المدينة عامة وسكان جماعة ترميكت خاصة، فما قصة هذا المطرح ؟ وإلى متى يستمر في صناعة الموت و قتل كل مظاهر الجمال؟
سكان مدينة ورزازات يخلفون كل يوم أطنانا من النفايات الصلبة تضم نفايات سامة مصدرها مستشفى سيدي حساين بن الناصر و أخرى بلاستيكية... تجمع كلها في شاحنات النظافة وتعبر قنطرة وادي درعة في اتجاه مطرح عشوائي يفتقر لأبسط شروط المطرح المهيأ ، ويوم بعد يوم تتراكم الأزبال، وتنشر الأكياس البلاستيكية على قارعة الطريق وتصبح المزبلة بكل سمومها ملجأ البؤساء من أبناء الشعب يبحثون بطرق عشوائية عن قوتهم اليومي هذا عن قطع الحديد لإعادة تسويقها وآخر يبحث عن قطع البلاستيك وآخر يبحث عن شيء يصلح للإستعمال وكلهم في الحقيقة يبحثون عن الموت،ذلك أن لأن المطرح وكما تأكد لنا بالعيان لا يخضع لأبسط شروط حماية البيئة وحماية الإنسان من المخاطر، ففيه الأدوات الطبية الخطيرة والتعفنات والدخان الكثيف الذي ينتج عنه انبعاث غازات سامة مثل أكسيد الأزوت وأكسيد الكربون بالاضافة إلة غاز الميتان الذي يتسبب في أمراض تنفسية وضعف المناعة... ورغم ذلك تتأسف عندما ترى قطعان من الغنم ترعى في كل هذه السموم، ومن يدري ففي الغد تعرض لحومها في الأسواق . وتبقى أكبر المعضلات هو قرب المطرح من سد المنصور الذهبي وهو الأمر الذي يهدد الفرشة المائية ويطرح أكثر من تساؤل حول  
 جودة المياه المستهلكة من طرف المواطنيين بالجماعة والمدينة. فإلى متى الصمت والسكوت على مثل هذه الآفات التي تحدد البيئة والإنسان.

الغابة المغربية واقع وآفاق


     الغابات هي الأراضي المشجرة ذات الجمال الطبيعي والتنويع الحيوي وهي في حد ذاتها أحد المصادر الطبيعية المهمة، و الغابات في نظر الإنسان هي مكان للتنزه ومصدر لمواد الإنشاء والبناء. تعتبر الغابات هي أحد المصادر الطبيعية المتجددة إذا ما تمت إدارتها بشكل سليم. لكن قام الإنسان عبر التاريخ بتدمير الغابات من خلال حرقها أو إزالتها للأغراض الزراعية وغيرها والغابة بالنسبة للمغرب ليست مجرد موروث طبيعي يتعين صيانته، بل هي أيضا ثروة ثمينة تساهم بشكل فعال في تلبية العديد من متطلبات الحاضر وكسب رهانات المستقبل حيث يمتد الملك الغابوي المغربي على حوالي 9 ملاين هكتار ويشكل 12%  من مساحة التراب الوطني منها الغابات الطبيعية 5.814.000 هكتار أما بالنسبة للحلفاء 3.186.000 هكتار ومحيطات التشجير530.000 هكتار وتتميز الغابات الوطنية بتنوع تشكيلاتها وتعدد وظائفها وروابطها المتوارثة مع الساكنة بالإضافة إلى أنها تلعب أدوارا متعددة مثل تثبيت التربة وتنظيم صبيب المياه خاصة بالمناطق الجبلية و انتاج الخشب وحطب التدفئة و توفير خدمات أخرى (مناظر طبيعية ترفيه  للقنص والصيد ) و يجب ألا ننسى ما تقدمه الغابة من أكسجين للكائنات الحية وقد أوضحت الدراسات العلمية أن كيلو متر مربع واحد من الغابة يطلق في اليوم الواحد حوالي عشرة أطنان من الأوكسجين، ويمكن لنا أن نتصور مدى نقاء الهواء الجوي في مناطق الغابات حيث يطلق الكيلومتر المربع الواحد حوالي 3650 طنا من غاز الأكسجين في السنة الواحدة، وبالإضافة إلى ميزة انخفاض درجات الحرارة في محيطها الحيوي، الأمر الذي يعطي لعمل هذه الرئة الرائعة بعدا ثالثا فيزيائيا وحيويا، وهذا البعد يجعل الغابات أكثر فاعلية بيئيا ويجعل ملايين السكان يتجهون إليها صيفا وشتاء لاستنشاق الهواء النقي و البارد العليل وغيرها من الأدوار لكن رغم الكل هذه الأدوار فانها تواجه مجموعة من المشاكل ومن بينها الحرائق التي تجتاح سنويا ما ينهاز 2.800 هكتار بسبب اندلاع 226 حريق. وتسجل هذه الحرائق طول السنة الا أن 80 % منها يحدت بين شهري يونيو وأكتوبر من كل سنة ولهاذا فمهمتنا هي زراعة الأشجار و الغابات وإعادة دورها الكبير من جديد وهذا يتطلب مساندة جميع الجهات الحكومية والأهلية  في عمليات الزراعة والعناية بها والمحافظة عليها وحمايتها من الاحتطاب والحرائق وإبعاد المصانع والمباني السكنية من اقتحامها.. وهذا ما يتطلب تعبئة كافة الجهود العامة والخاصة للمشاركة في تنمية " التقنية الخضراء"؛ لأن الأمر واقع في مأزق خطير خاصة بعد فشل مساعي العديد من المؤتمرات التي بحثت في  تغير المناخ العالمي ، فالشواهد توحي أن معدل إزالة الغابات يتسارع وسوف تزداد كميات الغازات الضارة مثل أول أكسيد الكربون وأكاسيد النتروجين وثاني أكسيد الكبريت وهذا ما يسبب مشاكل صحية خطيرة للإنسان والبيئة وكافة أشكال الحياة , وسوف تتفاقم ظاهرة الإحتباس الحراري، وما ينتج عنها من قلة الأمطار، وتراجع الموارد المائية، وانحسار الأراضي الزراعية في مناطق وزيادة الفيضانات في مناطق أخرى.
ولا تفوتنا الفرصة دون أن نشكر مصلحة المياه  و الغابات بورزازات على دعمها اللامشروط للنادي بالأشجار الغابوية والمتمرة.

سر الحياة



     تواجه شعوب العالم الثالث بشكل عام تحديات شرسة بيئيا لم تعهدها مند بدء البشرية. ومن أكبر تلك التحديات تحدي مواجهة النقص المهول في الثروة المائية مستقبلا،  ومن أجله تأمين الماء لا شك أن البشرية ستخوض حروبا شرسة لا من أجل الظفر بالبترول أو الدهب ولكن من أجل الظفر بالماء الذي هو سر الحياة.
كل الإحصائيات اليوم تنذر بقرب أزمة ماء خطيرة، فالماء أصبح عرضة للتلوث بأسباب كثيرة وأصبح عرضة للتبذير من طرف الصغار كما الكبار،ولسنا وحدنا تحت مظلة هذا الخطر بل كل الدول تعاني. وقد أثبتت الدراسة التي قام بها الباحث جان كلود لوفيفر حول نوعية المياه في فرنسا أنه بحلول العام 2015 لن تنطبق المواصفات الصحية المتبعة حاليا في تصنيف مياه الشرب على  المياه العذبة. وقالت الدراسة التي جرت بالتعاون مع خمس من وكالات المياه الفرنسية أنه بعد عشرة أعوام ووفقا لأكثر الاحتمالات لن يتبقى سوى ربع كميات المياه العذبة الصالحة للشرب. إن العلماء يتحدثون عن العلاج البديل والطاقة البديلة و ربما أيضا الأطعمة البديلة. لكنهم لم يفكروا ولا في أقصى درجات الخيال العلمي شططا في أن تكون هناك مياه بديلة.
 وكرسالة أخيرة أقول بأن حماية الماء مسؤولية الجميع  لذا علينا اجتناب ضياعه وتلويثه. 
المرجع:    العربي العلمي العدد5، الصفحة 3 ،اكتوبر 2005

الماء الذهب الأزرق


توضح الصور التي تلتقطها الأقمار الاصطناعية لكوب الأرض أن ما يناهز 75 في المائة من مساحة الأرض تغمرها المياه التي بدونها لا يمكن للبشر ولا للحيوان ولا حتى للنبات أن يتنفس الحياة، لكن رغم ذلك نجد معظم  الناس يتجاهلون قيمة هذا الذهب الأزرق  ويظهر ذلك في طريقة  التعامل السلبي مع هذه الثروة الثمينة،كالتدبير السيئ والتبذير المفرط في استعمالاته سواء في المجال المنزلي و الفلاحي و الصناعي،إضافة إلى التلوث الذي يؤثر سلبا على مكونات الماء و يمكن أن  يكون التلوث فيزيائيا،كيميائيا أو إشعاعيا أو بكتيريا. وينتج عن هاته الثروة 
مشاكل صحية: لان الماء الملوث ينقل عدة أمراض خاصة ويتسبب في حوالي %55 من الأمراض و هذا ما يبرر قولة باستور " إننا نشرب  %80 من أمراضنا " مشاكل اقتصادية : تلويث الماء يؤدي إلى نذرته و إلى تراجع الفلاحة كنشاط أساسي كما يكلف الدولة ميزانية كبيرة في إعادة معالجته و بالتالي تراجع  الاقتصاد الوطني.
وقد أكد مجموعة من الخبراء أن العالم مهدد في المستقبل بأزمة في الماء الصالح للشرب، وأن الشعوب سوف تندلع بينها حروب سببها البحث عن هذا الذهب الأزرق.
        فلنحافظ على الماء إن نحن أردنا البقاء

مشروع نادي الفضاء الجميل للبيئة

(الاستغلال الرشيد للمياه المستعملة في المؤسسات التعليمية)

            الماء أساس الحياة والحفاظ عليه مسألة دينية ووطنية .وهدف إستراتيجي جذير بالاهتمام بحكم الدور الأساسي الذي يلعبه في الحياة وشريانها  لقوله تعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي"صدق الله العظيم.ولقد أصبح موضوع الماء مهما وحيويا تتفاقم قضيته يوما بعد يوم على المستوى العالمي، ويلاحظ من خلال واقعنا أن الماء يتعرض للاستنزاف بكثرة الطلب عليه لتلبية الحاجيات اليومية في مختلف الجهات.    
  من هذا المنطلق قرر نادي الفضاء الجميل للبيئة التفكير عمليا في طريقة للحفاظ على الماء الصالح للشرب وذلك بإعادة استعمال المياه المستعملة في السقي بالاعتماد على تقنية التقطير،
   فعوض ترك المياه المستعملة من قبل التلاميذ بصفة عامة تطرح في الحفر الصحية فقد تم تجميعها في خزان مائي يتم استعمالها وفق الحاجة لسقي الأشجار والمناطق الخضراء بالمؤسسة باعتماد تقنية السقي بالتنقيط الموضعي. وجذير بالذكر أن  المشروع يتضمن مجموعة من الأهداف من أبرزها: التربية على حسن استعمال الماء في المحيط المدرسي وكذا التعرف على تقنيات جديدة في الري  كالسقي بالتنقيط وإيجابياته على المستوى الفلاحي
و للمشروع ثلاثة أبعاد تتجلى في ما يلي :
البعد التربوي :   يعتبر وسيلة ديداكتيكية تستعمل تربويا من طرف أساتذة مجموعة من المواد.
البعد البيئي :   يتمثل في تحسين الفضاءات الخضراء بالمؤسسة وخلق فضاء جذاب.
البعد الاقتصادي : يتجلى في تخفيف نسبة استهلاك المياه في المؤسسة.
         وبفضل هذا المشروع الذي انجز في الموسم الدراسي الماضي, تمكن نادي الفضاء الجميل للبيئة من توعية التلاميذ بأهمية الحفاظ على الماء وبه أصبحت  ثانوية أبي بكر الصديق  فضاء جذابا بعد أن كانت مجرد صحراء قاحلة.
 
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      
      

مشروع الطاقة الشمسية بورزازات


     يعتبر مشروع الطاقة الشمسية بورزازات من أكبر المشاريع  في العالم،و لقد وضعت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (MASEN ) إستراتيجية تهدف إلى إنتاج 2000 ميغاواط من الطاقة في أفق سنة  2020 ،وسينجز على اشطر وفي خمس محطات:ورزازات،العيون،الداخلة، طرفاية و وجدة.
فمحطة ورزازات  تهدف إلى إنتاج500  ميغاواط  من الكهرباء في إطار خطة الطاقة الشمسية المغربية وسيتم الانتهاء منه في سنة 2015.
يوجد المشروع بقرية  غسات تبعد عن مدينة ورزازات ب 20كيلومتر تقريبا. وهو عبارة عن بنايات للبحت العلمي ،
،مكاتب الاستغلال،منشآت مائية لتجميع مياه التساقطات المطرية لكي لا تضر بالمشروع .أنجز هذا الأخير على مساحة  شاسعة
جدا،تقارب مساحة  مدينة الرباط  ،وذات طبوغرافية منبسطة،وسيتم تسييج المساحة كلها، لحماية المشروع،هناك   كذالك خزانات مائية تتسع ل30000 متر مكعب من الماء في كل محطة،والذي سيضخ من سد المنصور الذهبي.
    نجد أيضا محطات التحويل،بحيث يتم تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية وتخزن في أحواض بكميات تكفي  لمدة
3سنوات.
أنواع اللوحات الشمسية المستعملة:هناك أنواع عادية المعروفة لدى الناس ،وأخرى توظف الماء( الطاقة الشمسية         المركزة).
لماذا المشروع في مدينة ورزازات  بالإضافة إلى المحطات الأربعة السالفة الذكر؟،
 إن قرية غسات حباها الله بكمية كبيرة من أشعة الشمس، شساعة المساحة المنبسطة و قريبة من السد ( 6
كيلومترات تقريبا)،خالية من السكان،وقريبة من المدينة ، الشيى الذي فتح شهية المستثمرين في مجال الطاقة الشمسية.
بالنسبة للنفايات السامة الخطيرة على البيئة وعلى صحة الإنسان و التي تصدر عن اللوحات الشمسية الفاسدة(المنتهية مدة
الصلاحية)، سيتم إرسالها إلى الدار البيضاء لإعادة تدويرها .
 إن هدف الدولة بحلول عام  2000 ،أن نسبة 42 في المائة من الإمدادات الطاقية سوف تأتي من الطاقة المتجددة بما في ذلك 14
في المائة من الطاقة الشمسية.
عن محاضرة قدمها المهندس  ابراهيم اولوهو المسؤول عن ورش شركة CAPEPالمكلفة بمشروع الطاقة الشمسية بورزازات، بالمؤسسة يوم 23  فبراير2013
.

صولار إمبالس


       برهنت صولار إمبالس (solarimpulse)على قدرة طائرة تعمل بالطاقة الشمسية أن تحلق ليلا و نهارا بدون وقود .  نشأت هذه الطائرة، عن تصور لبرتران بيكار منذ عشر سنوات ’ و هي نتيجة لمغامرة بشرية  طويلة و تتويج لعدة سنوات من البحث . تشارك برتران مع اندري بورشبيرغ  فتقاسم الشريكان المهام اذ تولى اندريه مسؤولية فريق البناء، في حين كان برتران يجوب العالم لحشد التأييد لهذا المشروع و الحصول على دعم الشركاء .
صنعت الطائرة صفر وقود كليا من ألياف الكربون و هي كبيرة بحجم طائرة إيرباص ’ و هي أول صنع لطائرة بهذا الحجم الكبير . و ترتكز هذه الطائرة على استخدام الطاقات المتجددة اذ تضم 12000 خلية للطاقة الشمسية مدمجة في جناحيها تمكن من تغذية أربع محركات كهربائية بالطاقة .
       بعد رحلة صولار الافتتاحية لبروكسيل و لباريس لحضور المعرض الدولي للطيران بباريس سنة 2011 بصفتها ضيف شرف . اختارت هذه الطائرة السماء المغربية لإنجاز أول رحلة عابرة للقارات .
       و في إنجاز عالمي فريد ، قطعت الطائرة صولارامبالس حوالي 2500 كلم  دون أدنى قطرة من الوقود لتحط بالمغرب . و هو البلد الذي ينخرط فعليا في تنفيذ أحد أكبر مخططات الطاقة الشمسية في العالم . و بعد الهبوط سلم الربانان رمزيا لمستضيفيهم عينة من التكنولوجيا الشمسية التي تستخدمها صولار إمبالس.
       و تعد هذه الرحلة تدريبا عاما قبل إنجاز الجولة حول العالم المرتقبة سنة 2014 . و ستسمح للفريق لتحسين التعاون مع الطائرات الدولية عبر إدماج هذا النموذج في حركة الرحلات الجوية .إن العلماء في الغرب يجتهدون لانقاد البيئة من الموت و الفناء , و نحن بدورنا يجب أن نقلدهم و نحدو حدوهم.

 
-